لو تخلف الطيور يوماً وعدها ولا تقف على النافذة المجاورة..
لو تكسر قواعد الاشتياق ولا تطرق فجراً و تخبرني أنك مُشتاق..
لكنتُ على الأقل أسكتُّ قلبي، و كبّلت يداي حتى لا تبقى لدي حيلةٌ للكتابة إليك، و أنا.. لا أريد اليوم أن أكتب لك عن الفراق، لأن الكتابة عن الفراق تجلب الفِراق، ونحن لا نفترق.. نحن نكتبُ الشوق على النار، و نحترق. نحن إذا ما جاء يومٌ و افترقنا؛ سوف لن نقوى على تصديق معنى الفراق.. لأن مواطننا في بعضيْنا، و لأني أشعر بظلِّ يديكَ على معصمي حين أتذكرك، ولأنك تدرك أني لا أتوقف عن انتظارك، ولا أتوقفُ عن حبك، فدعني اليوم.. هذا اليوم و في هذه اللحظة، ألا أكتب أني أفارقك. فهل ستؤمن بوجودي الآن كإيمانك بحبٍ لا يذبل حتى لو لم نروِهِ كما يجب؟
هل تسمع صوتاً لا ينام، ينبعثُ إليك من قلبك.. تعرف من خلاله أنني مشتاقةٌ إليك؟ مذ غبتَ عن عيني و أنا أكتب إليك كالذي إذا كتَبَ تنفّس و كسب في جيبه يوماً آخر يعيشُ فيه، ينساب الشّوق من بين أصابعي و يتمنى أن يجيء يوماً ينكسب فيه حينَ أنظر و أضيعُ في عينيكَ.. بدلاً من أن ينسكب -كالعادة- على ورق. أكتب إليك ولا أنتظر منك أن تقول شيئاً.. لأنني أعرف أن الإحساس مشترك، منذ اللحظة التي أبدأ فيها بالسّلام ، لذلك أنا لا أصلُ أبداً الى نهاية ولا أعرفُ كيف أقولُ لك وداعاً أو الى لقاءٍ آخر.. لأنني لا أستطيع أن أعيش في الأيام التي قد تكون بين اللقاءِ و الآخر دونك، إذا ما عشتُ وجودك فماذا ترجو مني أن أعيش؟ تعالَ.. ولندع كفَّينا على ظهر السّماء، و لنحلم بالبقاء هكذا كمن لا يودُّ أن ينتهي نعيمه.
هاتِ يديكَ و ضع رأسك على قلبي و أغمض عينيك.. ولندعُ ألا تستيقظ الشّمس اذا ما بقينا معاً.